اين فرحي....

بسم الله الرحمن الرحيم

جلست وحيدة أمام النافذة تتأمل النجوم وتناجيها
عيناها مثبتتين في الأفق البعيد
وذهنا محلق في أفق أبعد
كانت تتذكر أيام طفولتها حيث اللعب والشقاوة
حيث لا يوجد أحد يعترض على كيفية لعبها أو يفرض عليها أسلوب لحياته

تذكرت أيام الصبي

حيث الإنطلاق والمرح والأحلام الوردية بغد أجمل

الأحلام الوردية ؟!

هاهي مرآة احلامها تتكسر أمام ناظريها وتجرح بشظاياها قدميها

كان فارس أحلامها هو الشغل الشاغل لها

وهو الحلم الناعم الذي تحلم به كل فتاة

كانت تتطلع إلى المستقبل فتراه مشرقا مفعما بالحب والوداد

ولكن أين هذا ؟!!!!!!

إنها الآن ترى أيامها كلها تجري وكل يوم مثل سابقه

لقد ملت من هذه الحياة

مع أن هذا ما كانت تتمناه وهذا هو ما تعيشه

كانت تفكر : ما الذي دفع مشاعري للوصول إلى هذه الدرجة من البرودة ؟!

ما الذي افقد حياتي طعمها الحلو

فصار طعمها مجرد روتين مغطس بقالب من اللامبالاة

أنزلت رأسها وأسندته على كفيها

كيف حدث ذلك أين كان الخطأ ؟!

ضغطت بقوة بأصابعها الرقيقة على رأسها

وغاص عقلها بين أمواج الحيرة

ما السبب؟!

ما الطريقة؟!

ما الوسيلة كي تستعيد الحياة لروحها

وتنعش ذلك الأمل النائم في فؤادها

الأمل ؟! الحياة؟!

لقد فقدت الإحساس بطعمهما

إنها لم تعد تفهم معنى لهما ماهو الهدف منهما ؟!

لماذا وجدت هي في هذه الدنيا

إذا كان قد كتب عليها أن تنسى لحظات الأمل والسعادة
لقد صار كل شيء عاديا روتينيا

تضاربت الأفكار في رأسها وهي تحاول فهم الفرق بين ماكان وما آلت إليه ..
و تعود في مخيلتها إلى الأهل والأصدقاء" والفرح"

تذكرت أمها الملائكية
لقد كانت سعيدة لماذا؟! ما الفرق ؟!

لماذا ؟


ثم ...

رفعت رأسها بابتسامة واسعة ......

نعم هذه هي
بالتأكيد ...
هذا ما أفتقده في حياتي الآن
هذا هو العنصر الناقص من معادلتها
لقد تذكرت كلمة والدتها :

يا بنتي ربنا هو حياتك
يا بنتي عيشي لربنا بيسرلك كل اللي تحلمي فيه .......

صحيح ..

صدقت والله

نظرت في العتمة التي تلفها إلى النجوم عاليا
حلقت روحها بجوارها ورفعت كفين ضارعتين
وناجت
و حكت
وتحدثت
وشكت إليه ولا لأحد سواه كل ما حملت
لقد مضى زمن طويل لم تشعر به بمثل هذا الخشوع "والعبودية"
لقد منحها هذا الوصل الأمل المفقود والهدف الضائع
لقد استيقظت روحها وعادت ثقتها
ثقتها بخالقها وبنفسها
والتفاؤل بغد يزيل هذا الوشاح الأسود الذي لف حياتها وبيتها ونفسها وحتى من كان فارس أحلامها

ومع هذه الابتسامة
ومع هذا الإشراق الذي عم روحها
عم الضوء في غرفتها
...
التفتت إليه ...
ابتسمت له

رد لها الابتسامة بأوسع !!!!!!!

وضعت رأسها على كتفه

نظرت إليه مرة أخرى بنظرتها الحالمة
فضمها إليه وعلامات التساؤل بادية على وجهه
لكنهما فضلا السكوت
والتحليق قي صمت الليل


م.ن.ق.و.ل