«عيادة» مصرية لاستقبال النباتات المريضة

د. محمود السيد يشرف على أول عيادة نباتية في العالم العربي لعلاج الحالات المرضية
القاهرة: زين عبد الرحمن
يعتز د. محمود السيد أخصائي صيانة النباتات والحاصل على درجة الدكتوراه في نباتات الزينة بأنه الوحيد في مصر والوطن العربي الذي يمتلك عيادة زراعية متخصصة في علاج امراض النباتات. وأسعد أوقاته حين يرتدي الرداء الأبيض ويقوم بالكشف على النباتات المريضة ويداويها بخبرته التي اقتربت من الثلاثين عاماً. وأضاف د. السيد اخيراً خدمة جديدة وهي تقديم استشارات مجانية للهواة والمحترفين من خلال خط ساخن مفتوح 24 ساعة، وهو لا يتعامل مع النباتات على أنها وظيفة ولكن علاقة عشق ربطت مصيره بالنباتات وعالمها المتسع.

وقال د. السيد لـ«الشرق الأوسط»، ان فكرة العيادة الزراعية جاءته أثناء مشاركته في معرض الزهور الذي تقيمه وزارة الزراعة كل عام، حيث كان يتردد عليه جمهور المعرض لاستشارته والاستفسار منه عن علاج بعض الأمراض التي تصيب النباتات من واقع خبرته العملية والنظرية. وبمرور الوقت شعر بأهمية وجود عيادة متخصصة في علاج أمراض النباتات وبالفعل أقام العيادة في البداية داخل مقر معرض الزهور بحديقة الأورمان بضاحية الدقي، وافتتحها وزير الزراعة المصري. ثم أنشأ لها عدة فروع بعدة مناطق في الجيزة لتصبح الخدمة متاحة أمام عشاق النباتات طوال العام ولاقت الفكرة اقبالاً واسعاً وحازت على اعجاب كل المهتمين وبالذات بعد انشاء مركز الاستشارات المجانية الذي يقوم بتوعية المواطنين بطرق رعاية النباتات.

وأضاف أن العيادة الزراعية مجهزة كذلك لاستقبال النباتات المصابة وهناك قسم لاستقبال الحالات الحرجة مثل النباتات التي يرغب اصحابها في تركها في مكان آمن أثناء سفرهم مثلاً حتى لا تصاب في المنزل، أو استقبال النباتات التي تتعرض للوقوع على الارض فينكسر جزء بها، وهناك حالات حرجة أخرى كأن تتعرض شجرة زينة للتلف وهنا يتم نقلها ووضع مادة هرمونية على الجزء المكسور ولفه بشريط بلاستيك، وبعد أسبوعين يعود الجزء المصاب إلى حالته الطبيعية. وهناك حالات يضطر د. السيد إلى الانتقال إليها لصعوبة نقلها وهو ما يطلق عليه «الاسعاف النباتي» وهو مخصص للنباتات التي تصاب في المنازل والبيوت، وتلحق بالعيادة كذلك صيدلية زراعية كاملة بها جميع الكيماويات التي تحتاجها النباتات من أسمدة ومبيدات حشرية وفطرية وهرمونات منشطة وأجهزة لقياس الرطوبة والحموضة بالاضافة إلى خدمة الصيانة الدورية لكافة أنواع نباتات الزينة.

وأوضح د. محمود السيد أن وجود عيادة زراعية للنباتات ليس أمراً غريباً لأن النباتات تشبه الانسان في كثير من الخصائص والصفات، فالنباتات مثل الانسان تمرض وتفرح وتحزن وتتأثر بالبيئة المحيطة بها، وهناك نبات مثل «الست المستحبة» ينكمش ويشعر بالخجل الطبيعي بمجرد أن تلمسه يد انسان، وتبين من واقع الدراسات العلمية أن النباتات التي تعيش في جو هادئ مليء بالموسيقى الهادئة يؤثر عليها ويعطيها الحب والحنان لتزداد بهجة وجمالاً وتفتحاً ونضجاً، جزء من نشاط العيادة الزراعية معني بالتقريب بين البشر والنباتات، وهناك مشروع يعكف د. محمود السيد على وضعه خاص بتوفير كافة بذور نباتات الزينة بأسعار رخيصة حتى يتسنى للهواة زراعة نباتات الزينة في منازلهم وفوق أسطح البيوت بأسعار رخيصة ومن دون تكلفة عاليا. وهناك برنامج شهري للرعاية المتكاملة لنباتات الزينة يعتمد على 4 مراحل الأولى تختص بالتسميد الجذري أي ري النباتات بسماد معين ثم التطهير الفطري برش النباتات بمبيد فطري في الأسبوع الثاني، ثم التسميد الورقي في الأسبوع الثالث وفي الاسبوع الاخير يتم التطهر الحشري برش النباتات بمبيد حشري.وحول أشهر أمراض النبات وطرق علاجها يقول د. محمود السيد ان أغلب الأمراض التي تتعرض لها النباتات تنتج عن سوء الرعاية فمعظم الناس تعتقد أن نباتات الظل لا توضع في الشمس في حين أنها نمت في موطنها الأصلي في ظلال الأشجار، وصحيح انها لا تتحمل الشمس الشديدة. ولكنها تحتاج بالضرورة إلى شمس الصباح من الشروق حتى العاشرة صباحاً، وهناك مرض خطير يطلق عليه مرض النباتات بسبب أعفان الجذور حيث يعتقد الناس أن ذبول النبات معناه حاجته للمياه، وفي الحقيقة فإن هذه النباتات لا تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، والصحيح أن يجس الانسان التربة على بعد 4 سم من سطح الأرض فاذا خرج الاصبع جافاً دل ذلك على حاجة التربة للماء واذا خرج اصبعه مبللاً دل ذلك على عدم حاجة التربة ومن ثم النبات إلى الماء.

وهناك مرض جفاف حروف الاوراق بسبب جفاف الجو حيث ان معظم النباتات خاصة الداخلية تحتاج إلى جو مشبع ببخار الماء ولا تقل نسبة الرطوبة فيه عن 70% ويراعي رفع الرطوبة الجوية للنباتات برش رذاذ الماء للنباتات ذات الأوراق الملساء أو وضع النباتات في اناء به ماء وكسر الفخار حتى تستطيع أن ترتوي من أسفل وهناك مرض ظهور لطع على الأوراق وهذا معناه اصابة النباتات بفطريات حشرية تسمى «البق الدقيقي» ويجب ازالتها بمسحها بقطنة مبللة بالكحول ورش مبيد حشري بتركيز، 2 سم على الجزء المصاب، وقد يؤثر جهاز التكييف أو المروحة على فروع النباتات فتجعلها جافة وخاصة أوراق اليوكا والدراسينا وهناك يجب إبعاد ذلك عن النباتات. واذا لوحظ اصفرار على عروق أوراق النباتات فهذا معناه أن التغذية غير سليمة والتربة شديدة القلوية وهنا يجب التأكد من برنامج التغذية واستعمال الحديد، واذا تساقطت أوراق النباتات فهذا معناه عدم كفاية مياه الري وقلة الاضاءة وزيادة التغذية وهنا يجب وقف التسميد لمدة شهر وتغيير مكان النباتات وزيادة المياه تدريجياً وكذلك الامر لو تحولت الأزهار الى اللون البني لأن هذا معناه قلة الري، وهناك زهور مثل النرجس والتيوليب، اذا لم تزهر في وقتها فهذا معناه أن الابصال لم تعامل بالبرودة الكافية، أما اذا لم تدم الأزهار طويلاً مثل الجاردينيا والفل فهذا معناه عدم انتظام الري وسوء الاضاءة والمطلوب في هذه الحالة هو نقل النباتات بجوار النافذة وزيادة الاضاءة ومعرفة متطلبات النباتات البيئية بالبحث عن موطنها الأصلي.

ويقدم د. محمود السيد وصايا ذهبية لرعاية النباتات المنزلية أهمها: وضع النباتات بالقرب من الضوء الطبيعي للنوافذ والشرفات، تهوية التربة بالشقوف بين كل رية واخرى تليها مع تغطية التربة بكيس بلاستيك لتجنب زيادة الماء في التربة، اضافة مسحوق قشور وبقايا الخضر والفاكهة المجففة والمطحونة إلى التربة ولا مانع من استخدامها مع الاسمدة ويفضل اضافة مسحوق بصل مجفف وثوم وسمسم إلى تربة النباتات مرة أسبوعياً كمطهر فطري للحشرات، ويستحسن استعمال ماء سليق البيض لري النباتات لانعاشها، ويفضل نقل النباتات لأصيص أكبر في حالة توقف نموه، ويراعى عدم تذبذب درجة الحرارة حول النباتات وابعاد اي ملوثات منها مثل دخان السجائر والبخور توفير جو ملائم لها.